mardi 4 mars 2008

الفلامنقو

الفلامنقو، هو فن موسيقي عرف بجذوره الغجرية والأندلسية، يستمد روحه من التراث الشعبي للثقافات التي تتالت عبر القرون.

في الأصل، كان الفلامنقو يقتصر على الآداء البشري من دون مصاحبة آلية (cante)، ثم ظهرت القيتارة كآلة مصاحبة للغناء(toque) إلى جانب التصفيق (palmas) والرقص (baile).

في غالب الأحيان يكون الآداء عبارة عن عزف على القيتارة والرقص فقط، ومع ذلك يبقى غناء روح الفلامنقو.

في وقت ليس ببعيد، تدعّمت موسيقى الفلامنقو ببعض الآلات الجديدة مثل الكاجون (cajón) (آلة إيقاع من البيرو)، الكستانيات( les palillos) ، القيتار الأجهر((guitare basse.

لا يوجد تعريف ثابت لكلمة فلامنقو، بل توجد فرضيّات مختلفة من بينها أن كلمة فلامنقو هي تحريف وإشتقاق عن كلمة عربية الأصل وهي "فلاّح منقوص" (Felah-Mengus). كما يرى البعض الآخر أن كلمة فلامنقو تعني السكين وذلك إستنادًا إلى كلمات بعض الاغاني التي ذكرت فيها كلمة فلامنقو في هذا السياق. ويذهب ال بعض الآخر إلى القول بأن هذه المصطلح أستعمل للتعبير عن بعض الفلاحين الذين كانو يغنّون عند العمل والذين كانوا يشبهون في لباسهم طائر الفلامنقو.

يستمّد الفلامنقو أصالته من ثقافات مهمّة كانت مرفوضة ومقصية تمامًا من الكنيسة الكاثوليكية، ألا وهي الثقافة الاندلسية الإسلامية والثقافة اليهودية. ويجمع اليوم الباحثون والموسيقيون أنّ "تريانة"،وهي حي بمدينة إشبيلية، هي مهد موسيقى الفلامنقو. وقد كانت مقصد الموسيقيين والشعراء في القران 16 عشر. كما تقول مصادر اخرى من بينها مكتبة مدينة إشبيلية، أن هروب الفرق الموسيقية المتجولة (troubadours les) من الإضطهاد الديني والعقائدي، دفعهم إلى إستقرار بهذا الحي مما ساعد على النشاط الموسيقي.

جرت العادة أن تنسب ولادة الفلامنقو إلى الغجر (Les Gitans) لكن شاركت بعض المجموعات الإثنية الأخرى في إنشائه وإنتشاره كالمانوش (les Manouches) و القادشي (gadgés)، ويعود انتساب الفلامنقو للغجر لطابعه الحالي ولدورهم الكبير في أنتشاره وشهرته.

وبحكم ميزة التنقّل والترحال التي رافقت الغجر، تدعمت موسيقى الفلامقو بعناصر موسيقية مستوحاة من الثقافة الإسلامية سواء على مستوى الآداء أو تقنيات العزف أو الخصائص اللحنية والتي لا تزال موجودة إلى يومنا هذا من خلال آداء الشيخ الموسيقى الأندلسية الحاج عبد الكريم الرايس.

كما تستمد أصول االفلامنقو من التراتيل المسيحيه طقوسية ( mozarab) ، التي تدل على وجودهم من بداية القرن التاسع. لكن من بداية من القرن الحادي عشر، تم استبدال هذه الصلوات (ان لم تكن قد حظرت) من باباوات، وكذلك من طرف ملوك castile وأراغون. سيسمح لهم مرة أخرى في القرن السادس عشر المطران ثيسنيروس من كاتدرائية طليطلة ، والذي رأى فيه وسيلة جيدة لاقناع "كفّار" والدخول في الدين المسيحي.


ومن الصعب جدا تحديد الأشكال الأولى للفلامنقو وكيف كانت قبل القرن الثامن عشر. في القرن السادس عشر، تمّ تداول بضع قطع الموسيقيية (الملحنة حوالى 930-960)، في جنوب أوروبا ، كورسيكا ، الاندلس ، وفي البلدان catalans ، مثل « Cant de la sibilla » والتي يمكن ان تعطينا فكرة عن الاصوات العربية - الاندلسيه ، التي تعبّر عن الاصوات والآلات الموسيقية في ذلك الوقت.

بدأ الاعتراف بالفلامنقو من طرف الرافضين والمستبعدين له في نهاية القرن السابع عشر و بداية القرن الثامن عشر - ما عدى الفلامنقو المغنّى في نمط (tonà ) المستخدم للتعبير عن التعليقات والانتقادات التي لها طبيعه سياسية- وكان لا بد من الانتظار حتى منتصف الثامن عشر والقرن التاسع عشر لإعتراف بهذا الأخير وبدوره على المستوى الاجتماعي والثقافي ،من خلال حصوره في أماكان العمل ، المناسبات العائلات وبين الأصدقاء. ومن خلال هذه التغيرات، تكون تريانة أول مدينة تظهر فيها المقاهي "tablaos" أو المقاهي الحفلات (cafés-concerts).

لكن مع نجاح الفلامنقو، ظهرت بعض الجوانب السلبية، فمن سنة 1920 إلى حولي سنة 1950 –أو 1960 تارخ تجديده أو إعادة تأهيله- فقد الفلامنقو روحه، وأصبح مصنّف ضمن "فن هابط " وذلك لتفاهة مواضيعه ونزول إلى مجرد وسيلة لإضاعة الوقت متخفية في زي فلكلوري.

في أيامنا هذه، أصبح للفلامنقو قيمة فينية وعلمية هامة من خلال تدريسه في العديد من الأكادميات الموسيقية في إشبيلية، غرناطة وغيرها من المدن الإسبانية، كما إرتقى الفلامنقو من بعد محلي إلى بعد العالمي وأصبح رمزًا من رموز الثقافية الهامة وسفيرًا للتراث الموسيقي الإسباني.

للفلامنقو العديد من الأشكال والانماط اللحنية تختلف بالأساس من الناحية الإيقاعية والهارمونية. فالإيقاع (compas) هو المحدد الرئيسي لأنماط الفلامنقو. تتكون مقطوعات الفلامنقو من "جمل لحنية" (falsetas) يتحدد إيقاعها ونمطها العاطفي والإيقاعي أساسا من الشكل أساسي للمقطوعة الموسيقية، يمكن ان تكون مرتجلة من طرف العازف أو المغنّي.

كان موضوع تصنيف الفلامنقو محل نقاش، لكن يمكن أن نستخلص تصنيف أشكال الفلامنقو في 3 أنواع:

Cante jondo : أو "الغناء العميق"، وهو نمط غنائي أصلي من أشكال الموسيقى الاندلسيه، (الاسبانيه هوندو = "العميق"). ويعتبر الأصناف التقليدي لموسيقى الفلامنقو.يحتوي على أيقاعات التالية: Siguiriyas، Soleares، Tientos، Peteneras.

cante intermedio: وهو كم تدل التسمية "غناء الوسيط"، والمقصود هو الشكل الذي يتوسط "الغناء العميق" و"الغناء القصير". يتميز هذا الشكل بثراءه بالعناصر الموسيقية الشرقية. يحتوي على أيقاعات التالية: Granadinas، Malagueñas|Farruca، Tango، Bulerias.

Cante Chico: أو "الغناء القصير"، وهو الشكل الأكثر خفة ومرحًا سواء على مستوى المواضيع كالحب والسعادة أو الألحان الخفيفة كما يتميز هذا الغناء بالطابع الإحتفالي. يكون في أغلب الأحيان مرفوقًا بآلة القيتار. يحتوي على أيقاعات التالية: Guajiras Sevillana Verdiales Milongas Garrotín Alegrías Fandango

Aucun commentaire: