mardi 27 février 2007

الدرس الثاني

الموسيقى المغاربية

أهلاً بكم مجددًا، سنتحدث اليوم على أحد الموسيقات العربية، ألا وهي الموسيقى المغاربية.

كان إختيارنا لهذه الموسيقى مبني على نقاط عديدة وهي كالآتي:

· ضُعف ونقص في المصادر التي تتحدث عن هذه الموسيقى من ناحية السمعية والمعرفية والموسيقية.

· التهميش الموجود من طرف موسيقيينا العرب والمسلمين الأفاضل لهذه الموسيقى، بالرغم من أنها الموسيقى الوحيدة – في العالم العربي والإسلامي- التي حافظت على القالب الموسيقي الموروث من الدولة العبّاسية والوحيدة التي لم تتغير فيها التسميات الأصلية فيها.

· لزخارتها وتنّوعها الموسيقي. التي تحمله هذه الموسيقى من خلال مقاماتها وأنواع القوالب الموسيقية التي تندرج ضمن إطارها.

· إشتراك مخزون الموسيقي عند أكثر من قُطر مغاربي أهمّها ليبيا، تونس، الجزائر والمغرب والتميز والتنوع في نفس الوقت من قطر لآخر من هذه الأقطار العربية.

ملاحظة: بالنسبة إلى موريطانيا فإن موسيقاها تشترك في إنتمائها للمغرب العربي لكنها تختلف عن موسيقى بقية الأقطار المغاربية الأخرى وذلك لميلها أقرب للموسيقى الإسلامية الإفريقية.

وسأعتمد في تعريفي للموسيقى المغاربية على الزاد العلمي المتوفر لدي والتسجيلات الصوتية التي سوف أفيدكم بها عند تجهيزيها لتوضيح الصورة وتوفير كل ما يهم الدرس.

في نهاية القرن الخامس عشر إنتهت الإمارة الأموية مع سقوط الأندلس، وكنتيجة لهذا الحدث تمّ ترحيل الجالية الأندلسية من أراضيها (جنوب الجزيرة الأيبيرية أو جنوب إسبانيا) فمكان على هؤلاء إلا الإستقرار بمدن شمال إفريقيا. وكنتيجة لهذه الهجرة حمل أهالي الأندلس كل ما يملكون من زاد أدبي وثقافي والعلمي بحكم تواجد الشعراء والموسيقيين والحرفيين والأدباء وغيرهم من أهل العلم والدين والسياسة ضمن اللاجئين

وإستقر الأندلسيين في المغرب الأقصى والجزائر وتونس وليبيا.

و كان من السهل على اللاجئين الإندماج في ضمن شعوب شمال إفريقيا، بسبب توفر عنصري اللغة والعقيدة، الشيء الذي سمح لهم ممارسة تراثهم الموسيقي من خلال المدائح الدينية والسهرات الفنية والذي ساعدهم على ترسيخ موسيقاهم ضمن بقية الموسيقات، فإنتقلت الموسيقى الأندلسية من موسيقى وافدة على المغرب إلى موسيقى من ضمن موسيقاته، بل وتدعمت بدخول عناصر أخرى من الموسيقى المحلية في ذلك الوقت، ومن الطبيعي أن تنتقل هذه الثقافة الموسيقية من نطاق ضيق وخاص بمجموعة معيّنة إلى موسيقى عامة ومحلية يمارسها كل أهل كل المغاربة.

ورغم تميز كل قطر مغاربي عن زاده من الناحية الفنية والشكلية إلا أنهم حافظوا على حد السواء على شكل وتسمية وخصائص الموسيقى الأندلسية، ففي كل الأقطار المغاربية تسمى هذه الموسيقى بالنوبة.

وسوف أقدم في الدرس القادم تعريفًا للنوبة وما سبب هذه التسمية وسنحاول أن نقدم تعددها من ناحية الشكل حسب كل قطر.

Aucun commentaire: